عرض مشاركة واحدة
   
قديم 27-01-2012, 08:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبــــي

إحصائية العضو







كيف أنساك is on a distinguished road

 

كيف أنساك غير متواجد حالياً

 


المنتدى : قوافل العـــام
Tahder احذر من كلمة (شاطر) فإن معناها سيء

احذر من كلمة (شاطر) فإن معناها سيء جدًا


الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعدُ :


فإنه من الألفاظ المنتشرة والكلمات الشائعة قولهم ( شاطر ) يعنون به الحاذق الماهر , وهذا ما لا تعرفه اللغة , ولا وجه له فيها ألبتة , بل إن المذكور في كتب اللغة – قديمها وحديثها – هو معنى مغاير تماما لما اصطلح عليه العامة .


ولما كان معنى هذه الكلمة المعروف في كتب اللغة هو ( الفاجر الخبيث ) لاحظت أنه من الضروري التنبيه على ذلك , ولستُ إلا ناقلاً عن أهل الشأن وأربابه , فإليكم بعض ذلك :


قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب
( العين 6/234) :

ورجل شاطر وقد شطر شطورًا وشطارة وشطارًا : وهو الذي أعيا أهله ومؤدبه خبثـًا .


وذكر أبو بكر الأنباري في كتابه
( الزاهر في معاني كلمات الناس 1/115)


أن في معنى كلمة ( شاطر ) قولين
عند أهل اللغة :



أحدهما
(المتباعد من الخير)



والآخر
( الذي شطر نحو الشر وأراده) .



وقال الزمخشري في (أساس البلاغة 1/476) :



وفلان شاطر : خليع ,



وشطر على أهله : راغمهم .


وقال القلقشندى في (صبح الأعشى 1/248) :


فالشطار جمع شاطر, وهو في أصل اللغة:



اسم لمن أعيى أهله خبثـًا ,



يقال منه :


شَطَرَ وشطُر بالفتح والضم شطارة بالفتح فيهما ,


ثم استعمل في الشجاع الذي أعيا الناس


شجاعة , وغلب دورانه على لسان العامة ,


فامتهن وابتذل .


وقال الفيروز آبادي في
(القاموس المحيط – مادة شطر)



الشاطر من أعيا أهله خبثـًا ,


وشطر عنهم : نزح عنهم مراغمًا .


وجاء في المعجم الوسيط : (الشاطر) :


الخبيث الفاجر , وعند الصوفية : السابق المسرع إلى الله , والفهِم المتصرف .


وجاء في العامي الفصيح – أحد إصدارات مجمع


اللغة العربية بالقاهرة – الشاطر في العامية : الماهر في عمله ,
وفي الفصحى : الخبيث الفاجر .


وقال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في (معجم المناهي اللفظية ) :


الشاطر هو بمعنى قاطع الطريق , وبمعنى الخبيث الفاجر , وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ , فليتنبه .


نعم , (الشاطر) في اصطلاح الصوفية : هو السابق المسرع إلى الله , فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب . اهـ


وما ذُكِرَ – آنفا – من كلام أهل اللغة هو المعروف المستعمل في كلام الفقهاء والمحدثين وغيرهم , ومن ذلك :
قول ابن معين في ( الحًسين بن الفرج الخياط البغدادي ) : كذاب صاحب سكر شاطر .(الجرح والتعديل لأبي حاتم 3/62)


وذكر الذهبي في (السير8/437) عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل – ابن عياض – شاطرًا يقطع الطريق .


فتبين بهذا كله قبح هذه الكلمة وسوء معناها ,

فليعدل عنها الآباء والمدرسون وغيرهم – ممن يستعملها –

إلى ما لا قبح فيه


كـ (ماهر) و(حاذق) و(ذكي) و(جيد) و(طيب)



ونحو ذلك ,



والله أعلم ,



وصلى الله على نبينا محمد وعلى



آله وصحبه وسلم .






التوقيع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الأمل سريع يطير بأجنحة الخطاف، فيخلق من
العظماء قديسين، ومن قليلي الشأن عظماء...
رد مع اقتباس