عرض مشاركة واحدة
   
قديم 11-12-2011, 12:25 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عضو جديد

إحصائية العضو






يحيى بحر is on a distinguished road

 

يحيى بحر غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : يحيى بحر المنتدى : قوافل الإسلام العام
افتراضي رد: الهجرة أسرار وأنوار

المهاجر من هجر ما نهى الله عنه

يتساءل كثير من الناس سؤالاً قد يكون معاداً ولكننا نلمح فيه معنى فريداً وجديداً أما السؤال فهو لماذا هاجر رسول الله من مكة إلى المدينة؟والمعتاد في دنيا الناس كما نرى الآن أن يهاجر الإنسان بحثاً عن المال إذا كان لا يحصله في موطنه إلا بمشقة بالغة، أو يهاجر بحثاً عن منصب كريم إذا كانت نفسه تتوق إلى أن يكون رجلاً عظيماً ولا يجد دواء لتلك العظمة في بلدته وموطنه أو يهاجر للعلاج إذا كان به داء أعيا الأطباء في بلدته فيهاجر بحثاً عن طبيب ماهر في بلد آخر ليعالجه من الداء الذي يشكو منه، وهذه الأشياء كلها قد عرضها الكافرون على رسول الله فقد اجتمعوا فيما بينهم بعد أن أعياهم أمره، ولم يستطيعوا أن يوقفوا زحفه المقدس على القلوب ليسوقها إلى حضرة علام الغيوب فأجمعوا رأيهم أن يرسلوا رجلاً منهم يعرض عليه كل ما تتوق إليه النفس البشرية من أهواء أو شهوات أو ملذات، فقد ذهب إليه { عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَكَانَ سَيداً حَلِيماً، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ ـ وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ وَرَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ ـ: يَـٰا مَعْشَر قُرَيْشٍ أَلاَ أَقُومُ إِلىٰ هَـٰذَا فَأُكَلمَهُ، فَأَعْرِضَ عَلَيْهِ أُمُوراً لَعَلَّهُ أَنْ يَقْبَلَ بَعْضَها، فَنُعْطِيَهُ أَيُّهَا شَاءَ، وَيَكُفَّ عَنَّا ؟ وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ حَمْزَةُ ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضيَ اللَّهُ عنهُ، وَرَأَوْا أَصْحَابَ رسولِ اللّهِ يَزِيدُونَ وَيَكْثُرُونَ، فَقَالُوا: بَلىٰ، فَقُمْ يَـٰا أَبَا الْوَلِيدِ فَكَلمْهُ، فَقَامَ عُتْبَةُ حَتّىٰ جَلَسَ إِلىٰ رسولِ اللّهِ فَقَالَ: يَـٰا ابْنَ أَخِي إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ مِنَ السَّعَةِ فِي الْعَشِيرَةِ، وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ قَوْمَكَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ: فَرَّقْتَ بِهِ جَمَاعَتَهُمْ، وَسَفَّهْتَ بِهِ أَحْلاَمَهُمْ، وَعِبْتَ بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ، وَكَفَّرْتَ مَنْ مَضىٰ مِنْ آبَائِهِمْ، فَاسْمَعْ مِني أَعْرِضُ عَلَيْكَ أُمُوراً تَنْظُرُ فِيهَا لَعَلَّكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا بَعْضَهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: قُلْ يَـٰا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعُ، فَقَالَ: يَـٰا ابْنَ أَخِي إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ مِنْ هَـٰذَا الْقَوْلِ مَالاً جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتّىٰ تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ شَرَفاً شَرَّفْنَاكَ عَلَيْنَا حَتّىٰ لاَ نَقْطَعَ أَمْراً دُونَكَ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مُلْكاً مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ هَـٰذَا الَّذِي يَأْتِيَكَ رَئِيٌّ، تَرَاهُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرُدَّهُ عَنْ نَفْسِكَ، طَلَبْنَا لَكَ الطَّبِيبَ وَبَذَلْنَا فِيهِ أَمْوَالَنَا حَتّىٰ نُبْرِئَكَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَ التَّابِعُ عَلىٰ الرَّجُلِ حَتّىٰ يُدَاوىٰ مِنْهُ، أَوْ لَعَلَّ هَـٰذَا الَّذِي تَأْتِي بِهِ شِعْرٌ جَاشَ بِهِ صَدْرُكَ، حَتّىٰ إِذَا فَرَغَ عَنْهُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَسْتَمَعُ مِنْهُ، قَالَ رسولُ اللَّهِ: أَفَرَغْتَ يَـٰا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ : فَاسْمَعْ مِني، قَالَ: أَفْعَلُ فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: بسم الله الرحمن الرحيم{حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} فَمَضىٰ رسولُ اللَّهِ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سَمِعَهَا عُتْبَةُ أَنْصَتَ لَهُ، وَأَلْقىٰ بِيَدِهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِداً عَلَيْهَا يَسْمَعُ مِنْهُ، حَتّىٰ انْتَهىٰ رسولُ اللَّهِ لِلسَّجْدَةِ فَسَجَدَ فِيهَا ثُمَّ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ يَـٰا أَبَا الْوَلِيدِ مَا سَمِعْتُ، فَأَنْتَ وَذَاكَ}[1]إذاً لماذا هاجر الرسول الكريم؟إن هذا السر ندركه إذا عرفنا سر بعثته، لماذا بُعثت ياحبيب الله؟ أجاب عن ذلك فقال{ إِنَّـمَا بُعِثْتُ لأُتَـمِّـمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ }[2] فهو صاحب مبادئ ومثل وقيم وفضائل يريد أن يدعو الناس إليها وأن يمشي الناس على هديها وفي الحقيقة لا صلاح لأحوالنا ولا صلاح لأحوال مجتمعنا، ولا صلاح لأحوال البشرية كلها إلا إذا انتشرت هذه القيم الإيمانية التي من أجلها بُعث المصطفى وإلا فبالله عليكم هذا رجل يحاربه أعداءه بشتى الوسائل يعذبون أصحابه ويطردونهم ويستولون على دورهم وعلى أموالهم، ويخرجونهم فقراء، ثم بعد ذلك كل من عندهم منهم وديعة ثمينة يخشى عليها من السرقة فليس لديهم بيوت يحفظونها فيها، وليس فيهم رجل مأمون يأتمنونه عليها إلا المأمون الذي أمنته السماء على وحي السماء فيجعلون عنده أعز ما يملكون وأثمن ما يملكون ودائع عنده ثم تأتي الهجرة، ويستطيع أن يهاجر ويأخذ هذه الأشياء كلها معه، وهي حقوق إخوانه من الفقراء والمساكين الذين أخذهم الكفار عنوة واستولوا على أموالهم بقوة العتاد والسلاح ولكنه علمنا المثل الأعلى أن الإيمان يعني المثل والمبادئ فقد قال في هذه المبادئ { لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَه }[3]فالذي ليس عنده أمانة في نقل الكلمة أو في حفظ الودائع أو في المحافظة على الأسرار هذا يكون إيمانه فيه نقص عند الواحد القهار فيترك ابن عمه علي بن أبي طالب ينام في فراشه، وربما يعدو عليه القوم فيضربونه بسيوفهم، ولكنه مع ذلك تركه حتى يرد الودائع إلى أهلها بعد هجرة النبي ويرد الأمانات إلى أهلها كلها لأنهم كانوا يلقبونه بالصادق الأمين فهكذا كان نبيكم يعرض عن زينة الدنيا في سبيل مبدئه ويزهد في المناصب والأموال في سبيل القيم التي يدعو إليها ويؤثر أن يهاجر ويرد الأموال إلى أهلها، ليلقن البشرية كلها أن هذا دينٌ أنزله رب العالمين وارتضى من أصحابه وطلب منهم أن يراعوا حق الله وأن ينفذوا أخلاق الله ولو مع الكافرين والجاحدين من أعداء الله فليس معنى أنهم كافرون أن يبيح لنا أموالهم أو أن يطلق الإسلام أيدينا في أعناقهم أو يترك لنا التعرض لأعراضهم، لأن المؤمن دائماً وأبداً هو حارس المُثل الإلهية والخليفة عن الله في إعلاء القيم الإيمانية والمبادئ الإسلامية التي دعا إليها الله في قرآنه والنبي في سنته وقد وعى أصحابه هذا الدرس فعندما ضاقت عليهم هذه البلدة، وفيها حرم الله لكنهم لا يستطيعون أن يعبدون الله فيها بحرية، هاجروا وتركوا أموالهم ودورهم وأولادهم حتى لا يفتنون عن دين الله فهم كما قال الله في شأنهم{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}فهذا صهيب يخرج وقد كان من أغنى أغنياء مكة في التجارة ويلحقه الكافرون فينثر كنانته بما فيها من سهام ويقول لهم: (يا أهل مكة تعلمون إني من أرماكم ووالله الذي نفسي بيده لن يصل إلى واحد منكم إلا ورميته بسهم من سهامي فإذا فنيت سهامي سأمسك بسيفي ولن تصلوا إلا على أشلائي أو لا أدلكم على خير من هذا قالوا: وماذا؟ قال: أدلكم على مالي فتذهبوا إليه وتأخذوه وتتركوني أهاجر إلى رسول الله فدلهم على ماله وذهب بدينه ومبادئه ومثله، وإذا بالحق يرسل برقية عاجلة إلى سيد الخلق يقول له فيها{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}وعندما وصل قال له النبي{أبشر يَا أَبا يَحْيى رَبِحَ البَيْعُ رَبِحَ البَيْعُ }[4] أي بيع؟ {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}هكذا صاروا على هذا الحال فهذا رجل منهم يأتي بعد غزوة أحد قائداً لتجارة كبيرة لقريش آتية من بلاد الشام ويشرح الله صدره للإيمان فلا يصبر حتى يؤدي التجارة إلى أهلها ثم رجع إلى المدينة ليعلن إيمانه لكنه ذهب مباشرة إلى المدينة وأعلن إيمانه بين يدي رسول الله فقد فرح به فرحاً كبيراً لأنه كان زوج ابنته ولكن الإسلام قد فرق بينهما فوسوس إليه أحد المنافقين المنشغلين بالدنيا عن الدين والذين يريدون أن يسخروا الدين في سبيل الحصول على عرض الدنيا ولو كان في ذلك مخالفة لأوامر رب العالمين فقال له: يا هذا ما دمت قد آمنت فإن الكفار كما تعلم قد أخذوا أموال إخوانك المؤمنين فلا ترجع إليهم واغنم هذا المال فإنه مال الكافرين فما كان من الرجل الذي شرح الله صدره للإسلام إلا أن صاح في وجهه قائلاً: (أهذه نصيحتك لأخيك فوالله ما كنت لأبدأ عهدي بالإسلام بالخيانة) فإن الإسلام دين الأمانة ثم ذهب إلى مكة ورد الأمانات إلى أهلها وقال يا معشر قريش ماذا تعلمون عني؟ قالوا: خيراً قال: هل بقى لكم شئ عندي قالوا: لا وجزاك الله خيراً، قال: فإني أشهدكم أني رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً[5]ما أحوجنا في هذه الأيام إلى هذه الهجرة أي هجرة؟ هي التي يقول فيها{ المهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه }[6] ما أحوجنا في هذه الأيام إلى هجرة الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإلى أن نهجر الغش ولو كان فيه المكسب الكبير وأن نترك الرشوة ولو كان في ذلك علو شأننا وارتفاع منصبنا لأن هذه مكاسب حرمها الله ويعاقب عليها العقاب الشديد لن ينصلح حالنا أيها الأخوة المؤمنون إلا إذا هجرنا المثل والمبادئ التي نشرها بيننا أهل الغرب من الخبث والدهاء والخداع والمكر والغش والكذب تحت أسماء ومسميات يعتقدون ويقولون أنها حضارة ويشيرون إلى من يتمسك بالأمانة أنه رجل جامد لايصلح لهذا الزمان والرجل الذي يتمسك بالأمانة في التجارة ولايغش يعاتبونه بل يعيرونه بأنه إنسان لا يريد أن يعيش بل يريد أن يكون فقيراً بين الناس نريد أن نقول كما قال القائل:

ليت الذى بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالمين خــراب

إذا صح منك الود فالكل هيّن وكل الذي فوق التراب تراب

قال النبى{المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ، والمؤمن من آمن جاره بوائقه، والمهاجِرُ مَن هَجرَ ما نَهى اللّهُ عنه}[7] كثرت الفتن في هذا الزمان يتعرض لها المؤمن في طريقه، ويتعرض لها في عمله ويتعرض لها في بيته، ويتعرض لها في وظيفته وفي مجتمعه، والمؤمن الذي سيفوز ويجوز يوم لقاء الله، هو الذي يقول فيه الله{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}المؤمن الذي يصدق مع عباد الله، فقد عاهدنا الله على جملة الأوامر التي أتى بها رسول الله وعلى مكارم الأخلاق التي تحلى بها رسول الله فالمؤمن مهما عرضت عليه أموال الدنيا أو مناصب الدنيا أو أهواء وشهوات الدنيا لا يتغير مبدأه وتجعله يتخلى عن قيمه ومثله بقى شئ أن شياطين المنافقين يوسوسون له ويقولون له إذا تمسكت فستكون هذه المصلحة بالرشوة من غيرك فإذا لم تقبل الرشوة أنت فسيقبلها غيرك على نفسه قال النبى منبها ومحذرا لمثل هذا الحال{كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام، الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلك }[8] وورد فى الأثر : فإن تهاون إخوانك فاشدد أنت لئلا يؤتى الإسلام من قبلك يقولون له : إن هذا سيعرضك إلى كذا وكذا ويقولون : لن تستطيع أن تعيش إلا إذا غششت أو خدعت أو نصبت أو كذا أو كذا مما نسمعه بين كثير من بلهاء الناس لكن رب الناس يقول{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[هذا في الدنيا{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}لابد لأفراد مجتمعنا من الوحدة وهذه الوحدة يدفعها الإيمان الصادق لله فإن كل منا يقول لماذا أنا فقط الذي أقف أمام التيار؟ ولماذا أنا فقط الذي أمتنع عن رشوة المسئولين هنا وهناك؟ ولم أكون أنا مفردي المتمسك بالأمانة هنا وهناك؟وهذا الذي ضيَّع مجتمعنا يا إخواني المؤمنين، وطوبى لعبد في هذا الزمان، يتمسك بقيم الإيمان ويمشي على مكارم الأخلاق التي جاء بها النبي العدنان، وقال النبى { اعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ، وَإنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ }[9] فمن اعتز بالله أيها الناس فلن يستطيع أحد من العبيد أن يذله لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ومن تمسك بهدى الله فلن يستطيع النصابون أو المحتالون أن يضايقوه لأن الله قال في قرآنه{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}نريد أن يهجر المؤمنون في كلامهم الكذب والسب والغيبة والنميمة ... ونريد أن نسمع منهم الصدق والمروءة والأمانة، وهذه الأخلاق التي جاء بها رسول الكريم الخلاق إذا قمنا بهذه الهجرة كنا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:{ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره }[10]


[1] جامع المسانيد والمراسيل عن محمد بن كعب القرظى


[2] رواه صاحب مسند الشهاب عن أبي هريرة والإمام مالك في الموطأ والطبراني من حديث جابر.


[3] ابن خزيمة وابن أبي شيبة عن أنس


[4] رواه الحاكم والطبراني عن صهيب وقال الشيخان هذا حديث صحيح الإسناد.


[5] وهناك رواية ثانية أورها صاحب المستدرك على الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها وغيرها من كتب السنة ( باختصار): { أن رسول الله بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص، وقال لهم: إِنَّ هذا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مالاً فَإِنْ تُحْسِنوا تَرُدّوا عَلَيْهِ الّذي لَهُ فَإِنّا نُحِبُّ ذلِكَ وَإِنْ أَبَيْتُمْ ذلِكَ فَهُوَ فَيْءُ الله الّذي أَفاءَهُ عَلَيْكُمْ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ، قالوا: بل نرده عليه قال: فردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً، ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع منه، ثم قال: يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا: لا فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفيا كريماً قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفاً أن تظنوا أني إنما أردت أخذ أموالكم، فلما أداها الله عزّ وجل إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله }


[6] رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو.


[7] متفق عليه.


[8] السنة لمحمد بن ناصر المروزي عن يزيد بن مرثد


[9] رواه أحمد والترمذي وأبو يعلى في مسنده عن ابن عباس.


[10] مصنف ابن أبي شيبة، عن طارق بن شهاب قال: لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس بعيره يخوض الماء فقالوا له: يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال، قال عمر { الحديث }.






رد مع اقتباس