عرض مشاركة واحدة
   
قديم 10-02-2009, 10:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كــــاتب

الصورة الرمزية شامية

إحصائية العضو






شامية is on a distinguished road

 

شامية غير متواجد حالياً

 


المنتدى : قوافل الخواطر النثرية
Image010 الشمس والبحر والقمر

وقفت على شاطئ البحر

أراقب غروب الشمس
حين تركض لتختبئ في جوف البحر

خوفا من حساد جمالها في ذلك الوقت

وأخذت أراقب الطيور تتسابق

لتلحق بنظرة من عيني الشمس الحنونتين

أو بلمسة من أشعتها الدافئة

فتارة تلحقها وتارة تعود حزينة

خائبة الرجى ملتاعة

تهتف في بكاء صامت لماذا رحلت ايتها الشمس

فقد جاء الليل بحزنه وألمه

ومضى الصباح المشرق بأمله ورزقه

ثم نظرت غلى وجهه البحر

فإذا به يضحك مبتسما تدغدغه الأسماك

التي أخذت تجري في البحر مسرعة

بحثا عن الغذاء
قبل ان يخبو ضوء الشمس

فلا تصل أشعتها لأعماق البحر في ظلام الليل

حيث المصير المجهول والخوف المكبوت

لمن يجرؤ على تحدي ظلمته في الليل

ولم يكتف البحر بذلك

بل أخذ يداعب اثنين من العشاق يجلسان عى شاطئه

يستأنسان بروعته وجماله

ويرسمان الأحلام ويهمسان بأعذب الكلام

الذي ينبع من القلب قبل اللسان

وتشابكت أيديهما بقوة خوفا

من أن يتحطم هذا الحلم الجميل

على صخرة الواقع المرير

حيث الليل الداكن

وحيث الشقاء والتعاسة والألم

بما يكفي لنغرق سفينة الأحلام

وأخذ البحر يلفهما بنسماته كأنه يضمهما إلى صدره ليطمئنهما

ويبارك حبهما وينثر عليهما من رذاذه كأنه زهر في ليلة عرس

وأخذت الطيور تغني وتشدو بأعذب الألحان

لتزيد من سحر الساعة

وحلاوة اللحظة

وبعد قليل لمحت القمر في السماء

يجاهد ليثبت وجوده

وينادي حاشيته من النجوم يقول

ها أنا ذا القمر سلطان السماء في الليل

فارتجفي أيتها الشمس واهربي قبل مجيء الليل


فيقضي على ضوئك وسحرك

فترد عليه قبل أن ترحل

أيها القمر الجميل المحيا

لولا أشعتي ونوري لما ظهرت

فما انت إلا مرآة نوري في الليل

لتضيء به البحر في الليل

لتكشف بصيصا من ظلمته

وما أنت بقادر على كشفها كلها

فما انت بعظمتي وقوتي وجمالي

أضي البحر في النهار لتعيش الكائنات

وأكشف ستار الليل

فاستح أيها القمر

وهنا يرد البحر معتذرا عن القمر

مدافعا ويقول وهل يقدر جميل المظهر

على كبير العقل والقلب

ولكني يا شمس أحببت

أن يضفي هذا البدر الصغير لمساته ا

لآخذة علي بعد غيابك عني طوال الليل

أحببت قدرة جماله

وأحببت روعة أمواجه

بل أحببت أكثر ظلاله على أمواجي

ونوره الخافت على شطئاني

أحببت حنانه حين سمح بالعيش للكائنات في أعماقي ثم استرعاني

تلألأ القواقع والصداف على الرمال الصفراء

كأنها بلور أو فيروز على حجر مسحور تنتظر ناشيليها

بصبر معهود

وكلما ازداد غروب الشمس

زاد لمعانها لتنبه العشاق ليأخذوها

ويصنعوا بها الكلمات والأشعار


قبل أن تهشمها الأمواج وتدوسها الأقدام

وإذا ببدني ينبهني إلى رعشة من البرد

وسمعت في أذني من يحيني ويهمس لي

بأنه نسيم البر

وكيف تنساني وأنا الصفاء والهناء


وجاء للبدر خاطر الرحيل

فإذا بي أسمع البحر يناديني ألا أرحل

فإن جمالي يتألق في الليل

وقد أمنحك السحر والحب في الليل

فكم من عشاق تلاقوا على رمالي

وكم من سهر الليالي بجواري

يعد النجوم أملا في الحب

وقد أمنحك سعادة العشق في ليلة الحب

فانتظر بجواري تسليني حتى تشرق الشمس


فأجبته قائلا ارحمني أيها البحر

فلقد منحتني السكينة والطمأنينة

وأهديتني لوحة راسخة في خيالي

لا تخبو ألوانها على مدى العمر إنها لوحة الغروب



نعم غروب الشمس في البحر

وسطوع البدر يداعب الموج


بقلم

السراب







التوقيع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس