القوافل العربية

القوافل العربية (https://www.alqwafel.com/vb/index.php)
-   قوافل الإسلام العام (https://www.alqwafel.com/vb/forumdisplay.php?f=135)
-   -   هذا حجمها - هذه حقيقتها (https://www.alqwafel.com/vb/showthread.php?t=8951)

العزم10 24-04-2009 01:53 PM

هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
ربما يلاحظ الكثير منا أننا في عصرنا الحالي ازددنا تمسكا بالدنيا وازدادت مشاكلنا وغرقنا إلى آذاننا في بحار من الارتباطات والالتزامات ولا تكاد تنتهي مشكلة أو مسألة حتى تأخذنا أخرى إلى متاهة جديدة فنظل ندور ونجري ونكد كأننا في سباق أو منافسة شرسة لا نعرف من منافسنا فيه .
والحقيقة ان العمل والكد في هذه الدنيا مطلوب لكن الخطير في الأمر هو ان نضخم هذه الدنيا حتى تحجبنا عن حقيقتها وحجمها الحقيقي .
ولا يمكن أن نعرف حجم الشيء إلا بمقارنته مع شيء آخر
ونحن نؤمن أننا لن نعيش فقط في هذه الدنيا بل لنا حياة أخرى بعد الموت
فما هذه الحياة إلا المرحلة الأولى وهي الاقصر في اربع مراحل -
فلنقارن
- مدة حياتنا في هذه الدنيا - 60 - 70 - 80 سنة اكثر او اقل .
- حياة القبر - سنوات لا يعلم عددها الا الله - ممكن مئات او آلاف السنوات
- يوم القيامة - 50 الف سنة - تصور
- بعد يوم القيامة - نار والعياذ بالله او جنة جعلنا الله من سكانها - سنوات بالمليارات بل لا نهاية للعمر فيها .

اذن من هذه المقارنة ماذا يتبين لنا

إنها الدنيا - اسم على مسمى - أدنى واقصر مرحلة في رحلتنا الطويلة الخالدة .

هي اصغر دورة من دورات حياتنا التي لا تنتهي .

فلماذا نعطيها اكبر من حجمها ونفضلها على المراحل الاخرى بل لا نذكر تلك المراحل على خطورتها واهميتها .

اسمع قول الله عز وجل فيمن يفضل الدنيا على الآخرة اسمع .

"وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا "

أليس هذا بالوعيد الخطير

ثم اسمع هذا الوعيد الشديد - " إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ".


-" الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ "


- واسمع خالق الدنيا ماذا يقول عنها "ُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ "

-" ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "

-"وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار لآخِرَةُ خير للذين يتقون أفلا تعقلون "

- "قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً "

إذن هل عرفت قيمة الدنيا

إنها لا شيء مقارنة بالآخرة.................. لا شيء

لكن لماذا خلقنا الله عز وجل في الدنيا وهذه قيمتها ........ لا شيء

ان الله عز وجل جعل وظيفة هذه الدنيا كمصنع او معمل او ساحة مباراة ومسابقة فيها يعمل العاملون ويتسابق المتسابقون فالدنيا دار العمل والآخرة دار الجزاء

واسمع قوله تعالى - "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"

- "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"

قال علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه - "اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل "

ولذلك كثيرا ما تجد في القران الكريم الحث على العمل الصالح وتجد الإيمان مرتبطا بالعمل الصالح - "الذين امنوا وعملوا الصالحات "

- قال تعالى : "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "
- "وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"
- "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً "

والكثير من مثل هذه الآيات الكريمات

وتلخص هذه الآية الأمر كله فتضع الدنيا في مكانها والآخرة في مكانتها

"كل نفس ذائقة الموت وإنما تُوَفَّوْنَ أجوركم يوم القيامة فمن زُحْزِحَ عن النار وأُدْخِلَ الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور "

إذن فمن كلام الله عز وجل - خالق هذه الدنيا - نعرف قيمة الدنيا وحجمها الحقيقي .فأخطر ما في الأمر أن نجعل قيمة الدنيا أعظم في قلوبنا من قيمة الآخرة .

بل لنجعل الدنيا - وهذه وظيفتها الحقيقية - طريقنا إلى الآخرة
لنجعل الدنيا مزرعة للآخرة

لنجعل الدنيا فرصتنا الذهبية للاستكثار من الأعمال الصالحة التي نفرح بها يوم القيامة حيث لا درهم ولا دينار بل حسنات وسيئات كانت نتيجة اعمال عملناها في هذه الدنيا توضع في الميزان فترجح هذه الكفة او تلك
ويزداد هذا الأمر وضوحا حين تسمع هذا الحديث الشريف .قال صلى الله عليه وسلم : (يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله, فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يرجع أهله وماله ويبقى عمله) متفق عليه
-----------------------
قال الله تعالى - "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا "
ابتغ فيما آتاك الله من المال الدار الآخرة
ابتغ فيما آتاك الله من الصحة الدار الآخرة
ابتغ فيما آتاك الله من المنصب الدار الآخرة
ابتغ فيما آتاك الله من الذكاء الدار الآخرة
ابتغ فيما آتاك الله من الخبرة الدار الآخرة
ابتغ فيما آتاك الله من الجاه الدار الآخرة

وهكذا ابتغ في كل ما آتاك الله ..... الدار الآخرة

و بذلك تفوز فوزا تفرح به فرحا خاااااااااااااااااااااالدا لا تحزن بعده ابدا

binhlailبن هليــل 24-04-2009 06:39 PM

رد: هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
بارك الله فيك ونفع بما قدمت جعله الله بميزان حسناتك


سعدت بهذا الطرح وفقك الله


تقبل تحيتي

الـسـيـف 24-04-2009 10:19 PM

رد: هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
جزاك الله خير الجزاء . .


وجعلها في ميزان حسناتك


لكـ

التقدير

و

التحيهـ

سعد حميد الثبيتي 28-04-2009 04:06 AM

رد: هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
بارك الله فيك ونفع بك

العزم10 30-01-2015 03:00 PM

رد: هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

عدو ابليس 07-02-2015 12:40 AM

رد: هذا حجمها - هذه حقيقتها
 
يعطيك العافية الدال على الخير كفاعله


الساعة الآن 04:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

الحقوق للقوافـل العـربية: جوال الرسائل 966553850455+

a.d - i.s.s.w